تزايد الضغوط على الدوري الإنجليزي لوقف صفقة الاستحواذ السعودي على نيوكاسل يونايتد
2025-09-17 08:25:29
تشهد رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ضغوطًا متزايدة لوقف صفقة الاستحواذ المزمعة من قبل الصندوق السعودي للاستثمار برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على نادي نيوكاسل يونايتد. وتأتي هذه الضغوط وسط مخاوف من تورط المملكة العربية السعودية في انتهاكات حقوقية ودعم قرصنة البث الرياضي، مما أثار جدلًا سياسيًا وقانونيًا واسعًا في بريطانيا.
مطالبات برلمانية بتحقيق عاجل
كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية أن النائب المحافظ جايلز واتلينغ، عضو اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية، دعا إلى عقد جلسة استماع عاجلة للتحقيق في دور السعودية في قرصنة البث الرياضي البريطاني، بما في ذلك قضية “بي آوت كيو” التي أضرت بحقوق البث الحصرية لشبكة “بي إن سبورتس” القطرية. وأكد واتلينغ أن الصندوق السعودي للاستثمار يموله نفس الكيان الذي دعم عمليات القرصنة، مما يثير شكوكًا حول نوايا الاستثمار الرياضي السعودي.
ورغم أن الأولوية الحالية للحكومة البريطانية تنصب على إدارة أزمة فيروس كورونا، إلا أن المطالبات بمراجعة الصفقة تكتسب زخمًا، خاصة مع تصاعد الانتقادات حول انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية.
معارضة سياسية وقانونية
من جهته، طالب النائب المحافظ كارل مكارتني الحكومة البريطانية بمنع الصفقة تمامًا، مشيرًا إلى أن السعودية لا يمكن أن تكون شريكًا موثوقًا به في الرياضة البريطانية بسبب دعمها المزعوم لقرصنة “بي آوت كيو”. كما دعا مكارتني الأحزاب السياسية، بما في ذلك الديمقراطيون الليبراليون، إلى الضغط لمنع إتمام الصفقة التي كان من المقرر أن تبلغ قيمتها 375 مليون دولار.
بدورها، أكدت المتحدثة باسم الحزب الليبرالي الديمقراطي ديزي كوبر أن “المملكة العربية السعودية هي مصدر قرصنة بي آوت كيو، ولا يجب السماح لها بالاستثمار في نادٍ بريطاني مرموق مثل نيوكاسل يونايتد قبل حل هذه القضية بشكل نهائي وضمان احترام سيادة القانون.” كما شددت على ضرورة أن يأخذ الدوري الإنجليزي بعين الاعتبار السجل الحقوقي المثير للجدل للمملكة قبل الموافقة على أي صفقة.
تداعيات اقتصادية وقانونية
تسببت قرصنة “بي آوت كيو” في خسائر فادحة لشبكة “بي إن سبورتس”، التي تمتلك حقوق البث الحصرية للدوري الإنجليزي في الشرق الأوسط، مما أثار مخاوف من أن الاستثمار السعودي في نيوكاسل قد يكون جزءًا من صراع أوسع على النفوذ الإعلامي والرياضي بين السعودية وقطر.
ويواجه الدوري الإنجليزي الآن معضلة كبيرة: إما المضي قدمًا في الصفقة التي قد تعزز موقف نيوكاسل المالي، أو الاستجابة للضغوط السياسية والأخلاقية التي تطالب بوقف التعامل مع جهة متهمة بانتهاكات متعددة. وفي كلتا الحالتين، فإن القرار النهائي سيكون له تداعيات كبيرة على سمعة الدوري وعلاقته بالاستثمارات الخارجية.
خاتمة
مع استمرار الجدل، يبدو أن مستقبل صفقة نيوكاسل يونايتد أصبح أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. فبين الرغبة في تعزيز الاستثمار الأجنبي والمطالبات باحترام المعايير الأخلاقية والقانونية، يتعين على الدوري الإنجليزي اتخاذ قرار صعب قد يؤثر على صورته العالمية لسنوات قادمة.