التجنيد العسكري والنجوم الرياضيةمعاناة اللاعبين الكوريين بين المجد الوطني والمسيرة المهنية
2025-10-12 04:51:07
في الوقت الذي يواصل فيه لاعبو كرة القدم الكوريون معركتهم ضد نظام التجنيد الإلزامي، تبرز قضية الخدمة العسكرية كعقبة كؤود أمام مستقبلهم المهني. بينما يحاول نجوم مثل سون هيونغ مين تفادي التجنيد عبر تحقيق إنجازات رياضية، يظل خطر الانقطاع عن الملاعب لمدة عامين كاملين يهدد مسيرتهم.
على عكس التجارب العالمية حيث أدى لاعبون مثل السير بوبي تشارلتون وإيريك كانتونا الخدمة العسكرية دون تأثير سلبي على مسيرتهم، تواجه النخبة الكورية معضلة وجودية. فبينما كانت خدمة تشارلتون في الجيش البريطاني جزءاً من تدريبه الرياضي، واستطاع كانتونا العودة بقوة بعد خدمته في الجيش الفرنسي، يجد اللاعب الكوري نفسه أمام خيارين أحلاهما مر: إما التضحية بمسيرته أو البحث عن استثناءات.
تجربة اللاعب الكوري الجنوبي فريدة من نوعها. فبينما يحاول تحقيق المجد الرياضي لبلاده، عليه أيضاً مواجهة واقع الخدمة في المناطق الحدودية المعرضة للخطر. هذه المعادلة الصعبة تخلق ضغوطاً نفسية هائلة، حيث يصبح كل أداء رياضي مسألة حياة أو موت للمستقبل المهني.
النظام الحالي في كوريا الجنوبية يمنح إعفاءات للاعبين الذين يحققون إنجازات كبيرة، مثل الفوز بالميدالية الذهبية في الألعاب الآسيوية أو التأهل لنهائيات كأس العالم. لكن هذا النظام يخلق حالة من القلق الدائم، حيث يعيش اللاعبون تحت سيف مسلط، مجبرين على الأداء تحت ضغط هائل لتأمين مستقبلهم.
قضية سون هيونغ مين تظل المثال الأبرز على هذه المعاناة. بعد سنوات من القلق، استطاع أخيراً تأمين إعفائه بالفوز بالذهبية الآسيوية. لكن آلاف اللاعبين الآخرين ليسوا محظوظين بنفس القدر، مما يطرح تساؤلات حول عدالة هذا النظام واستدامته.
يبدو أن كوريا الجنوبية أمام مفترق طرق:要么 تستمر في نظام التجنيد الإلزامي الذي يهدد مستقبل نجومها الرياضيين،要么 تبحث عن حلول أكثر مرونة تحقق التوازن بين الأمن الوطني والحقوق المهنية للرياضيين. المعادلة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة الحل.